المسيح فصحنا 1

14/04/2024
مشاركة

قال ايوب عن العلاقة ما بين الانسان والله انه يجب ان يكون هناك (مصالح) او شخص وسيط يكون بيني وبين الله (ايوب 9 : 33 ) ليس بيننا مصالح يضع يده علي كلانا

وتطورت فكرة المصالح او الوسيط وصولا الي فكرة الفصح الذي حدثت عند الخروج من ارض مصر والفصح لمن لا يعرفه هو اختيار خروف بلا عيب يأكلونه بعد ان يضعوا من دمه علي العتبة العليا والقائمتين فيري الملاك المهلك الدم (المصالح) فيعبر دون ان يمسس هذا البيت بأي اذي

ولكن هناك طريقة او وصفة لكيف يعامل خروف الفصح وبالنظر الي (كورنثوس الاولي 5 : 7 ) نجد الكتاب يتكلم عن المسيح كفصحنا

نعم خروف فصحنا ("إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا)

فما علاقة خروف الفصح رمز العبور والمصالحة المؤقتة والمسيح رمز العبور والمصالحة الدائمة؟

اولا: كل ابن غريب لا يأكل منه:

وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: "هذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. وَلكِنْ كُلُّ عَبْدِ رَجُلٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ. النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ. فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ. كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ (خروج 12)

اول امر اعطاه الله مباشرة لموسي في طريقة التعامل مع الفصح ان لا يأكل الغريب من الفصح وهذا لنعرف معناه يجب ان ننظر جيدا لغفران المسيح والمصالحة فكيف يأكل الغريب الذي لا يعبد الرب من فصحه (غفرانه) فهو غريب ولا يريد ان يكون من ضمن جماعة الرب التي تقع في هذه الحدث (الفصح) تحت حماية الدم،

ايضا يوجد في دم المسيح الغافر لكل الخطايا نفس المعني فقال الكتاب في يوحنا 3 : 16 ان هكذا احب الله العالم حتي بذل الابن الوحيد (المصالح) لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة ابدية وبنفس القياس احب الله كل البشر وبذل الابن الوحيد لاجل الجميع ولكن من سينال الغفران من المصالح؟

نعم سوف ينال الغفران كل من قبل دم المسيح وعمله الكفاري علي الصليب اي انه بمحض ارادة الانسان وافق ان يكون من ضمن الجماعة المفدية اي ان لا يكون غريب ولكن من اهله وشعبه بحسب (أف ٢ : ١٩) (فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ،) فالذي قبل عمل المسيح اصبح له النصيب في المصالحة.

ثانيا: لا يخرج اللحم لخارج البيت:

تخيل معي انه هناك زلزال او موجة طوفان وهناك بيت فيه الامان تستطيع ان تأخذ امانك وحمايتك من هذا الغضب (الدينونة) التي في الخارج فقط وانت بالداخل وشخص ما في وسط هذه الدينونة يقول لك لا اريد الدخول "يوجد طرق اخري للنجاة" سوف تكون النتيجة الحتمية لهذا الشخص هي الهلاك لا محالة لانه لم يدخل البيت ويحتمي بداخله

المسيح هو الضمان الوحيد ولا يوجد ضمان او خلاص خارج الحماية التي في المسيح يسوع  "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ»." (أع 4: 12)

وجودك تحت غطاء الدم (الكفارة) فقط هو الذي ينجي من الغضب الاتي فدم المسيح يخلص من كل الخطايا

ثالثا: عظما لا يكسروا منه:

هذه نبوة مباشرة عن المسيح الذي يجب عندما يموت لا يكسر عظما من غظامه ففي مزمور 22 يقول داود كاتب المزمور بروح النبوة "كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي." (مز 22: 14) نعم فاختار كاتب المزمور بالروح القدس كلماته بعناية فائقة فقال عن العظام انها انفصلت ولم يقل انكسرت والانفصال هو انفصال من المفاصل وليس كسر، نعم فيجب ان تتحقق النبوة التي كانت في المثال البسيط (خروف الفصح) في المشار اليه العظيم (شخص المسيح) فهو متمم المصالحة.

رابعا: كل جماعة اسرائيل يصنعونه:

لا يوجد استثناء فالكل في وسط الجماعة القديمة محتاج للفصح (الله واضع القانون وهو اول الملتزمين به) وهذا بنفس الفكرة الكل الان يحتاج الي خلاص المسيح ولن يستثني احد من هذه الفكرة من يحتمي ويتمسك في غفران المسيح الابن الوحيد الذ بذل نفسه غفران وفداء لكل البشرية سيكون له الحياة الابدية

اخيرا يا صديقي القاريء المسيح هو فصحنا وهو المصالح الوحيد ويجب عليك ان تتمسك به وتقول معي انا اؤمن بيسوع انه المصالح وبدمه غفران خطيتي فهو صار لاجلي خطية لاكون انا متبرر بدمه ومغفور الخطايا ، شكرا لاجل عملك يا رب علي الصليب اتمسك واحتمي فيك واكون من شعب بيتك ورعيتك .. امين

بقلم /ميشيل ملاك

التالي