المسيح فصحنا 2 (دم يتكلم)
وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا
وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ (خروج 12 : 22 )
بعد ان يذبح خروف الفصح ياخذون من دمه قبل ان يفعلوا اي شىء اخر ويضعونه علي عتبة الباب العليا والقائمتين اي انه كالمستطيل الناقص ضلع والذي هو الضلع الاسفل
والسؤال هنا ما علاقة الدم وكيف وضع الله قانونا بانه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة وكيف لدم الذبيحة سلطان علي عبور الملاك المهلك (ممثل الدينونية) من علي واضع العلامة (علامة الدم) ؟
ادم وحواء والذبيحة:
وللاجابة علي هذا السؤال يجب ان نرجع بالزمن قليلا عندما اخطأ ادم وفعل الخطية انفتحت عينيه علي الخطية وعلم انه هو وامراته عريانان وبعد هذا تدخل الله ليستر عريهم لانهم جربوا طرق اخري للستر ولم تنفع (اوراق التين) فيقول الكتاب "وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا." (تك 3: 21) وبهذا تم ستر عريهم من خلال ذبح ذبيحة واخذ جلدها بالفراء وسترعريهما بهذا الذبيح المسفوك دمه
قايين وهابيل والذبيحة:
وبعد ذلك فهم ادم انه يجب ان يقدم ذبيحة عن خطيتهم لضمان وجودهم في محضر الله وعلم ذلك لابنيه (قايين وهابيل) وقدم قايين من اجمل الثمار التي زرعها مفتخرا بانه بزرع يديه سوف يكون مقبولا امام الله ولكن حدث عكس ذلك قبل الله ذبيحة هابيل وذلك لانه اتبع القانون الالهي للذبيحة انه ليس باعمال يديك ولكن بذبيحة حقيقية بريئة وهذا مثالا للمزمع ان يفدي ، ليس بالثمار (الاعمال) ولكن بالذبيحة (التي لم تفعل خطية) يكون الفداء والكفارة
قتل قايين لهابيل :
قتل قايين اخيه هابيل و قال الرب لقايين "مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ" تكوين 4 : 10
فى اللغة الاصلية استخدم كاتب الوحى المقدس كلمة تعطى معنى اكثر من الصراخ، فاستخدم الكلمة العبرية צועקים تصوعاقيم وبتحليل هذه الكلمة نجدها تعبر عن صورة بكاء الطفل بالصراخ وطلب امر بالحاح لان الكلمة العبرية هنا ايضا بصيغة الجمع،
ولتجميع الصورة الكاملة نقول ان الرب قال لقايين ان دم اخيك تكلم لى ببكاء وصراخ بالحاح لاجل الانتقام منك،
دم هابيل الذى سفك وغطي بالتراب يتكلم بحرقة لطلب النقمة وثمن الدم فهو يريد الثمن، يريده دم بدم
ولكن هذا لم يكن كل شىء ففى الرسالة الى العبرانيين نجد كاتب الرسالة يفتح موضوع دم هابيل الذى تكلم لطلب النقمة بوضع مقارنة بينه وبين دم اخر تكلم ايضا ولكن كان صوته اعلى واقوى
وبتعبيركتابى اوضح كان هذا الدم له صوت افضل من صوت دم هابيل ،
هذا الدم هو(( دم المسيح ))
وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ" (عبرانيين 12: 24)
يستخدم الكاتب عبارتان مهمتان وهما (دم رش ، يتكلم افضل)
فكلمة دم رش تذكرنا بسفر اللاويين وكيف بعد ان تذبح ذبيحة المحرقة ياخذ الدم ويرش مستديرا على المذبح ليعلن الرضا والتكفير الكامل عنه فى هذه اللحظة لاويين 1: 4-5 (قانون الهي)
فدم المسيح قد رش مستديرا على كل الكرة الارضية كمذبح عام للرب ليعلن الرضا والتكفير الكامل عن كل من يقبل هذا الدم
ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ( يوحنا الاولي 1 : 7 )
والعبارة الثانية وهى يتكلم افضل من هابيل ،
فصوت دم هابيل كان يتكلم بطلب النقمة من دم اخيه على العكس هنا دم المسيح يتكلم بالشفاعة عن دم العالمين،
ولا يطلب النقمة لانه هو الوسيط الذى اخذ فى جسده كل النقمة كاملة ( 2 كورنثوس 5 : 21 لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ). فدم المسيح هو الشفيع الواحد الوحيد لكل خطايا العالمين
خلاصة الامر :
كل الاشارات في العهد القديم من اول ذبيحة الكفارة في جنة عدن مرورا بذبيحة الفصح وكل الذبائح التي كانت تستر الخطية مؤقتا وترفع الدينونة مؤقتا كانت تشير الي الذبيح الاعظم وهو المشار اليه(شخص المسيح) الذي بدمه غفران لكل خطايانا ويعطي الغفران من كل خطية لمن يحتمي في دمه.
وفي النهاية ادعوك ان تطلب معي هذه الطلبة "الهي الصالح الامين شكرا لانه بسفك دمك علي الصليب اخذت خطيتي وصرت متبررا بدمك الكريم الطاهر كما من حمل بلا عيب وصار لي الدخول الي الابدية بدمك ، انا اقبل عمل دمك في حياتي وغفرانك ،شكرا لك يا سيدي
بقلم / ميشيل ملاك